بدأت دبي سلسلة من عمليات الخصخصة المخطط لها بشكل إيجابي، حيث دفع الاكتتاب العام الأولي الضخم لشركة "ديوا" الإمارة لتكون بين أكبر خمس أسواق حول العالم من حيث عوائد الإدراجات.

قفز سهم هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا" بنسبة 16% في أول ظهور له بعد الطرح العام الأولي البالغة قيمته 6.1 مليار دولار، والذي يعد ثاني أكبر اكتتاب هذا العام على مستوى العالم. وتحتل سوق دبي المالية الآن المركز الخامس حول العام من حيث عوائد الاكتتابات، وهو تحول في البورصة التي بالكاد شهدت أي إجراء منذ عام 2017.

يعتبر الاكتتاب العام الأولي لهيئة كهرباء ومياه دبي، الذي اجتذب طلبات بقيمة 86 مليار دولار، لحظة فاصلة بالنسبة إلى دبي، بعد أن تأخرت الإمارة في طفرة الإدراجاتالتي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط العام الماضي في ظل توافد المستثمرين على طروحات الأسهم في منطقة الخليج، التي يُنظر إليها على أنها ملاذ آمن نسبياً بين الأسواق الناشئة بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

قال بسام سليم، مدير المحافظ في شركة "أفينتيكم كابيتال مانجمنت" ( Aventicum Capital Management) في قطر: "منطقة الخليج في وضع جيد" ، مشيراً إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية والوزن المتزايد للمنطقة في عالم الأسواق الناشئة. وأضاف: "نعتقد أن الظروف الحالية مواتية للاكتتابات العامة المنتظرة في دبي".

تعد هيئة كهرباء ومياه دبي هي الأولى من بين 10 عمليات إدراج مخططة للأصول المملوكة للدولة لتنشيط سوق رأس المال في دبي. ومن بينها نظام تحصيل رسوم الطرق "سالك"، ومُشغلة مُجمع الأعمال "مجموعة تيكوم"، وكلاهما من المتوقع أن يكون أصغر من "ديوا". وتأمل الحكومة في جذب الشركات المملوكة للعائلات والشركات الخاصة للإدراج أيضاً.

بعد صعود سهمها في أول أيام تداولها، سينصب التركيز على كيفية تداول "ديوا" على المدى الطويل كمقياس لنجاح جهود الاكتتاب العام في دبي. قال آرثي شاندراسيكاران، مدير الأموال في "شعاع كابيتال"، إنه نظراً للصلة بين نشاطها التجاري وعدد سكان المدينة، يمكن أن يتأثر سهم الشركة بالتغيرات الدورية.

مما لا شك فيه، أنه ليس هناك ما يضمن أن الاكتتابات المتبقية في دبي ستجتذب نفس المستوى من الطلب. يمكن أن يؤثر تصاعد الاضطرابات في المنطقة وتقلب أسعار النفط على ثقة المستثمرين، في حين من المرجح أن يضعف أي انعكاس لأداء "ديوا" الشهية تجاه المزيد من الاكتتابات الأولي